السلام خيار استراتيجي في مفهوم الكيان الصهيوني مزيد من الانبطاح والاستسلام

السلام خيار استراتيجي في مفهوم الكيان الصهيوني مزيد من الانبطاح والاستسلام

  • السلام خيار استراتيجي في مفهوم الكيان الصهيوني مزيد من الانبطاح والاستسلام

افاق قبل 3 سنة

السلام خيار استراتيجي في مفهوم الكيان الصهيوني مزيد من الانبطاح والاستسلام

عندما قرر العرب أن السلام خيار استراتيجي في صراعهم مع «الكيان الصهيوني »، ربما أرادوا أن يشقوا طريقاً نحو السلام، ويفتحوا ثغرة في جدار استعصى على الحل طوال عقود، وأدى إلى حروب أودت بحياة مئات الآلاف، وانتهى بعضها بفقدان المزيد من الأرض واحتلال القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين

اعتقد العرب، وهم بحالة ضعف وسوء تقدير أن «حكومة الاحتلال الصهيوني » وهي تعيش حالة الغطرسه والقوه قد تقبل بمقولة العرب السلام كخيار استراتيجي ضمن مفهوم الارض مقابل السلام ، وذلك عندما قرروا في قمة بيروت عام 2002 إطلاق مبادرة السلام العربيه ، وقد تخلوا فيها عن جزء من فلسطين وقبلوا بأقل القليل، وعرضوا تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني مقابل أن تقبل «إسرائيل» الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في عدوان 1967، وقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشريف.

تحول هذا الظن إلى خيبة، عندما أدارت «إسرائيل» ظهرها للمبادرة، واعتبرت أنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به. ثم تأكدوا لاحقاً أن السلام بالنسبة ل«إسرائيل» هو سلام القوة، وأن خيارهم الاستراتيجي يعني بالنسبة لها هو خيار الضعيف الذي لا يستطيع أن يفعل شيئاً.

لقد جرب العرب المفاوضات في مؤتمر مدريد العام 1991، برعاية أمريكية وروسية ودولية، وكانت النتيجة صفراً، ويومها قال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» إسحق شامير «لقد جئنا إلى مفاوضات لا تنتهي»، وهكذا كان. ثم جرب الفلسطينيون ٢٧ عاماً من المفاوضات بعد مؤتمر أوسلو وجنوا الخيبة والفشل وما زالوا يراهنون على السلام كخيار استراتيجي

وهكذا تحول مصطلح «السلام خيار استراتيجي» إلى مصطلح بلا معنى، لأن الخيار الاستراتيجي بالمعنى السياسي والعسكري هو فن التخطيط لتحقيق هدف معين على المدى البعيد في ضوء الإمكانات المتاحة أو التي يمكن الحصول عليها، والتي يمكن أن تجبر الخصم على القبول بما تريد.

وإذا كانت الاستراتيجية تعني فن إدارة وقيادة الحرب، إلا إنها تحولت بالنسبة للعرب والفلسطينيين إلى سياسة تعبر عن العجز في الوصول إلى الهدف، وتقديم كل ما يمكن لإرضاء «إسرائيل»، قبل أن تلتزم بمقتضيات المبادرة. او بحلم تحقيق رؤيا الدولتين المتبخر

من أبسط مفاهيم الاستراتيجية، وضع أهداف وبدائل واستنتاجات، وكلها تستوجب الاستعداد في حال فشل خيار السلام، أي أن تكون للاستراتيجية أسنان يأخذها العدو في الاعتبار، أما أن يكون السلام خياراً استراتيجياً من دون استعداد، ووسائل قوة وضغط، فإنه يتحول إلى خيار استسلام.

إن معرفة العدو كيف يفكر، وكيف يعمل في إطار أهدافه عامل أساسي في تحديد طريقة إدارة الاستراتيجية التي وضعت في مواجهته، خصوصاً أننا ندرك تماما بأن «إسرائيل» لا تريد السلام، وليست مستعدة للتنازل عن أهدافها في التوسع والعدوان، وهي تمارس هذه السياسة يومياً في فلسطين، كما ترفض التخلي عن مرتفعات الجولان السورية المحتلة، ومنطقة شبعا مرتفعات كفر شوبا اللبنانية. وترفض حتى الاعتراف بالحقوق الفلسطينيه

رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت يصرح خلال لقائه مع منظمات يهودية في الولايات المتحدة إنه لن يلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأوضح بينيت أن رفضه عقد لقاء مع عباس سببه تقديم الرئيس الفلسطيني شكوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ولسان حاله يقايض على المحكمه الجنائيه الدوليه لمقابلة الرئيس محمود عباس

وأضاف أنه على الرغم من استبعاد حدوث انفراج سياسي مع الفلسطينيين خلال فترة ولايته، إلا أنه يعتزم اتخاذ خطوات للحد من الصراع مع الفلسطينيين وتقليل التوترات.

وأشار إلى أنه يمكن اتخاذ خطوات للحد من التوترات "خاصة في المجال الاقتصادي"، مضيفا: "أعتقد أن التوظيف والعيش بكرامة يمكن أن يحسن الوضع. ويمكن للطرفين اتخاذ خطوات للحد من التوتر وتحسين الحياة". هذا هو الخيار الذي يفكر فيه قادة الاحتلال الصهيوني وهذا هو مفهومهم للسلام خيار استراتيجي مزيد من الانبطاح والاستسلام

«إسرائيل» تريد التطبيع المجاني، أي السلام مقابل السلام، ليس أكثر، وهو الترجمة العبرية للسلام كخيار استراتيجي.

 

التعليقات على خبر: السلام خيار استراتيجي في مفهوم الكيان الصهيوني مزيد من الانبطاح والاستسلام

حمل التطبيق الأن